top of page

مِمّا قرأت

تعلّم  كيف تُوصِل النقاط معاً
من بعض أفضل الكتابات في العالم

White leather background with grained pattern_edited.jpg

الحب من النظرة الأولى.. كيف تصف المشهد؟

تاريخ التحديث: 11 نوفمبر

الممثلة أنتونيا دسبلات التي تؤدي دور «كارلا» في مسلسل «شانتارام»
الممثلة أنتونيا دسبلات التي تؤدي دور «كارلا» في مسلسل «شانتارام»


تحليل مقطع من رواية شانتارام

عندما يصف الكاتب مشهداً للحب (لا سيما ذاك الذي من النظرة الأولى)، فإن أوّل إغراء يواجهه هو أن يغرق «الحبيب» بوصف تفصيلي مبالغ فيه، والتركيز عليهـ/ـا وحدهـ/ـا.


وهذا ما لا يفعله الروائي غريغوري روبرتس في هذا المقطع من رواية «شانتارام» (2003)، التي تصارعَ الممثلان راسل كرو وجوني ديب على تحويلها إلى فيلم، لكنهما فشلا، ثم حولتها آبل إلى مسلسل عام 2022.


وبدلاً من إغراء سرد التفاصيل، جاء وصف روبرتس انتقائياً بالتركيز فقط على تفصيلتين: العينين واللون الأخضر، ليعبّر عمّا أصاب بطل الرواية في حضرة جمال الحبيبة.


تاهتْ عيناي؛ تسبحان، وتطفوان طليقتين في بحيرةٍ متلألئةٍ من تحديقِ عينيها الثابتِ الهادئِ. كانت عيناها واسعتينِ، وخضراوينِ خلّابتينِ. كانتا بخُضرةِ الأشجارِ في الأحلامِ الزاهيةِ. تلك الخُضرةُ التي سيكونُ عليها البحرُ، لو تَسَنّى للبحر أن يبلُغَ حدَّ الكمالِ.

"My eyes were lost, swimming, floating free in the shimmering lagoon of her steady, even stare. Her eyes were large and spectacularly green. It was the green that trees are, in vivid dreams. It was the green that the sea would be, if the sea were perfect."

يستخدم روبرتس كلمات «تسبح»، «تطفو»، «تتلألأ»، «البحر»، ليحاكي أجواء اللحظة-الحلم. كما أن التركيز على اللون الأخضر يتيح للقارئ ملء الفراغات باستخدام مخيلته وعين عقله. واللون الأخضر هو لون الأنوثة الإلهية؛ رمزُ الحياة والنمو وسرّ الفتنة التي توقظها فيه هذه المرأة. ومجرد النظر إلى عينيها تدخله في حالة من الوجد.


الناس عادة تتحدث عن «الوقوع» في الحب، لكن روبرتس يصفه بـ«يطفو»، ويستخدم جملاً طويلة متعرجة، ثرية بالمجازات ومزدحمة بالفواصل، لتنقل الدهشة التي أصابته.


روبرتس لا يقول صراحة إن هذه المرأة بالغة الجمال، لكنه اختار، بدل ذلك، التركيز على ما أصابه، فانتهى به الأمر إلى قول ما يفوق ذلك بكثير.


وثمة أداة في السرد القصصي، تقول:


اعرض لا تخبر!

Show don’t tell


White leather background with grained pattern_edited.jpg

اكتب كما يكتب العظماء

أمثلة جديدة أسبوعياً، مباشرة إلى بريدك الإلكتروني

اشترك في النشرة البريدية

White leather background with grained pattern_edited.jpg

كُنْ جزءاً من الرحلة

دعمك يصنع الفرق

إن وجدت في هذا المحتوى ما يُثري عقلك ويُلهم قلبك، فتبرّعك يُبقيه مستمراً..

اختر المبلغ الذي تريد التبرع به
‏١٠ €
‏٢٠ €
‏٣٠ €
‏٦٠ €
‏١٠٠ €

يمكنك التبرع أيضاً باستخدام PayPal

White leather background with grained pattern_edited.jpg

تودّ أن تتعمّق أكثر؟

White leather background with grained pattern_edited_edited.jpg

لماذا: «مِمّا قرأت»؟

«مِمّا قرأت»، قسم جديد في موقع «المحرر نت»، يحتفي بالكتابة الرفيعة. وعلى الرغم من الجهد المبذول فيه، إلّا أنه مجاني تماماً. في ثقافتنا، وا أسفاه، نادراً ما نقدّر الجهد الفكري ماديّاً، نعتبره هبة من الله. في كل مادة، نُفكِّك نصّاً من أعمال كاتبٍ مرموق، أو نصّاً يستحق. ستشعر بأنك في مختبر للأشعة السينية؛ ترى بوضوح الديناميكيات التي تجعل جملة ما تنبض بالحياة؛ والهدف أن تُحسِّن أنت أيضاً مهاراتك في هذه الصنعة. ثمّة تصوّر شائع يحول دون تحسين مهارات الكتابة، بأن يُنظر إلى النص بوصفه كتلة واحدة؛ فـ«النص»، بحسب هذا التصوّر، إمّا أن يكون حسناً بأكمله أو لا. ليس ثمَّة نص حسن؛ بل جمل حسنة. ألا ترى أنك عندما تقرأ نصّاً رائعاً، تتذكر منه جملاً بعينها؟ الكتابة الحسنة هي كتابة الجملة الحسنة. ستكتشف هنا كيف تتشكل الكتابة العظيمة؛ سنرفع الغطاء عن المحرك لترى آلة اللغة وهي تعمل. لا نملي عليك قواعد لتتبعها، بل نمسك بيدك، ونرشدك إلى النافذة التي ترى من خلالها كيف يجيد الكتّاب العظماء صنعتهم، لتكتشف بدورك صوتك أنت. ستتعلم كيف تبني مشهداً حيوياً بكامل تناقضاته وتعقيداته مثل تشارلز ديكنز، وكيف تصف مثل جيمس جويس؛ كيف تقود بالبلاغة مثل وينستون تشرشل، وكيف تعبر عن أحاسيسك مثل غريغوري روبرتس؛ ستتعلم كيف تكون ساخراً مثل جيري ساينفيلد، وكيف تُقْنع الآخرين مثل روبن ويليامز، وتكتب جملة طويلة مثل جاك كيرواك، وأسماء عظيمة أخرى كثيرة. خلال ذلك، ستستمتع بالتحليلات، رغم ما قد توحي به من جفاف؛ لذلك استعضنا عن الجفاف بالألوان. ستجد شروحاً نصيّة ورسومات توضيحية ملونة، وأحياناً مقاطع فيديو، كل ذلك لنجعل التعلّم حيوياً ومتعدد الأبعاد. كثيرة هي النصائح التي نقرؤها اليوم عن الكتابة: «كن مباشراً»، «اختصر»، «تخلّص من الحشو»، «ادخل صلب الموضوع، اجعل جملك قصيرة». وإذا دبّت الحماسة التراثية، تكون النصائح: «الألفاظ المتخيرة، والمعاني المنتخبة، والمخارج السهلة، والديباجة الكريمة، والطبع المتمكن، والسبك الجيد، وكل كلام له ماء ورونق». لا شك أن هذه النصائح جيدة؛ لكنها مجدية في حالات معينة، ولا ينبغي لها أن تكون قواعد مطلقة. الحقيقة أنه لا توجد طريقة واحدة للكتابة الحسنة، تماماً مثلما لا توجد طريقة واحدة للكلام الحسن. فاللغة التي تستخدمها في اجتماع عمل، تختلف تماماً عن التي تستخدمها في موعدك الغرامي الأول، وهي بدورها تختلف عن الطريقة التي تتحدث بها مع صديق. الكتابة هي تماماً مثل ذلك. في «مِمّا قرأت»، نحتفي بالجنون، والغرابة، والاختلاف، وهي جميعها جوهر أن تكون للكتابة «شخصية» وصوت. نحاول تعليمك كيف تكتب ببصمة إنسانية مميزة في عالم يوشك أن يغمره محتوى كتبه الذكاء الاصطناعي. الكتابة الإنسانية تتطلب تصميماً إنسانياً؛ لذلك أمضينا وقتاً طويلاً، وبذلنا جهداً استثنائياً في تصميم الصفحة التي تكرّم الأعمال الكلاسيكية دون أن تقع في فخ الرتابة و«الدقة» القديمة. كل لون، وعنصر، وخط، وشكل، وخلفية، اُختير بعناية ليكون كُلّاً واحداً يناهض «التسطيح» في عالم الإنترنت والسوشال ميديا؛ العالم الذي نعيشه، و… نقاومه. الآن، الكرة في ملعبك، إذا أردتَ تعلّم الكتابة، ابدأ من هنا.

bottom of page