الحب من النظرة الأولى.. كيف تصف المشهد؟
- رشاد عبد القادر

- 22 أكتوبر
- 2 دقيقة قراءة
تاريخ التحديث: 11 نوفمبر


عندما يصف الكاتب مشهداً للحب (لا سيما ذاك الذي من النظرة الأولى)، فإن أوّل إغراء يواجهه هو أن يغرق «الحبيب» بوصف تفصيلي مبالغ فيه، والتركيز عليهـ/ـا وحدهـ/ـا.
وهذا ما لا يفعله الروائي غريغوري روبرتس في هذا المقطع من رواية «شانتارام» (2003)، التي تصارعَ الممثلان راسل كرو وجوني ديب على تحويلها إلى فيلم، لكنهما فشلا، ثم حولتها آبل إلى مسلسل عام 2022.
وبدلاً من إغراء سرد التفاصيل، جاء وصف روبرتس انتقائياً بالتركيز فقط على تفصيلتين: العينين واللون الأخضر، ليعبّر عمّا أصاب بطل الرواية في حضرة جمال الحبيبة.
تاهتْ عيناي؛ تسبحان، وتطفوان طليقتين في بحيرةٍ متلألئةٍ من تحديقِ عينيها الثابتِ الهادئِ. كانت عيناها واسعتينِ، وخضراوينِ خلّابتينِ. كانتا بخُضرةِ الأشجارِ في الأحلامِ الزاهيةِ. تلك الخُضرةُ التي سيكونُ عليها البحرُ، لو تَسَنّى للبحر أن يبلُغَ حدَّ الكمالِ.
"My eyes were lost, swimming, floating free in the shimmering lagoon of her steady, even stare. Her eyes were large and spectacularly green. It was the green that trees are, in vivid dreams. It was the green that the sea would be, if the sea were perfect."
يستخدم روبرتس كلمات «تسبح»، «تطفو»، «تتلألأ»، «البحر»، ليحاكي أجواء اللحظة-الحلم. كما أن التركيز على اللون الأخضر يتيح للقارئ ملء الفراغات باستخدام مخيلته وعين عقله. واللون الأخضر هو لون الأنوثة الإلهية؛ رمزُ الحياة والنمو وسرّ الفتنة التي توقظها فيه هذه المرأة. ومجرد النظر إلى عينيها تدخله في حالة من الوجد.
الناس عادة تتحدث عن «الوقوع» في الحب، لكن روبرتس يصفه بـ«يطفو»، ويستخدم جملاً طويلة متعرجة، ثرية بالمجازات ومزدحمة بالفواصل، لتنقل الدهشة التي أصابته.
روبرتس لا يقول صراحة إن هذه المرأة بالغة الجمال، لكنه اختار، بدل ذلك، التركيز على ما أصابه، فانتهى به الأمر إلى قول ما يفوق ذلك بكثير.
وثمة أداة في السرد القصصي، تقول:
اعرض لا تخبر!
Show don’t tell






