top of page

مِمّا قرأت

تعلّم  كيف تُوصِل النقاط معاً
من بعض أفضل الكتابات في العالم

White leather background with grained pattern_edited.jpg

كيف تكتب «مطلعاً» طريفاً؟

تاريخ التحديث: 11 نوفمبر

جيري ساينفيلد
جيري ساينفيلد

تحليل مقطع لمقال كتبه جيري ساينفيلد

في هذه المادة التي كتبها الممثل الكوميدي جيري ساينفلد لنيويورك تايمز عام 2020، يهيئ المطلعُ القارئَ بأن ما يقرأه ليس مجرد سرد شخصي فحسب، بل سرد طريف  أيضاً.


لكن كيف تكتب مطلعاً طريفاً؟


  • اختيار الألفاظ

  • عنصر المفاجأة


عندما وجدت شقتي الأولى في مانهاتن صيف عام 1976 الحارّ، لم يكن ثمَّة قانون «پوپر سكوپر» (أداة التقاط الفضلات)، وكانت الشوارع تعجّ بـ«خِراء» الكلاب.
وقّعت عقد الإيجار؛ ثم خرجت، فوجدت سيارتي قد سحبتها الرافعة. مع ذلك حدّثت نفسي: «هذا أروع مكان رأيته طوال حياتي».

When I got my first apartment in Manhattan in the hot summer of 1976, there was no pooper-scooper law, and the streets were covered in dog crap.
I signed the rental agreement, walked outside, and my car had been towed. I still thought, “This is the greatest place I’ve ever been in my life.”

اختيار الألفاظ


في السنوات السبع الأخيرة، شاهدتُ مسلسل «ساينفيلد» عشرات المرّات. وكلما انتهيت من مواسمه التسعة، أعدتُ مشاهدته. وفي كل مرّة أكتشف شيئاً جديداً. هذا المسلسل الذي ترك بصمة هائلة على المسلسلات الكوميدية يقوم في جانب منه على فكرة بسيطة: بعض الكلمات أكثر إضحاكاً من غيرها. ثمَّة  شيء في تركيب بعض الكلمات يثير ضحك الجمهور.


تأتي طرافة هذا المطلع من عبارات مثل «پوپر سكوپر» (pooper-scooper)، و«خِراء» الكلاب (dog crap). إنها عبارات جريئة من النوع الذي قد تقوله لصديق حين تكون منزعجاً قليلاً.


كان بإمكان ساينفلد أن يكتب: «لم يكن هناك قانون يقضي بإزالة الفضلات، وكانت الشوارع تعج ببراز الكلاب.» لكن ما كان ذلك ليكون مضحكاً، لأنها جادة للغاية.


المفاجأة


ثمة عذوبة في مطلع ساينفلد. لقد وصل إلى نيويورك، في يوم صيفي جميل، ووقّع توّاً عقد الإيجار، وتغمره السعادة كزرقة السماء المشرقة. لكن في لحظة النشوة تلك، تنقلب الأمور. يكتشف أن سيارته قد سُحبت بالرافعة لأنه ركنها في موقف مخالف.


هذا المطلع طريف وآسر لأن جمله تتأرجح جميعها بين مشاعر متناقضة. لو كُتب نص كامل بهذا الأسلوب لكان مرهقاً، لكنه في المطلع يترك أثراً رائعاً. 


جملتان فقط كانتا كافيتين لأن يكسر ساينفلد الأسلوب الجدي الذي تتبعه صحيفة نيويورك تايمز، ويخلق التوتر، ثم يفرِّغه، ويجعل القارئ يبتسم ويتفاجئ.


وثمَّة أداة لكتابة المطلع، تقول:


اجذب انتباه القارئ: ابدأ بالأكشن

White leather background with grained pattern_edited.jpg

اكتب كما يكتب العظماء

أمثلة جديدة أسبوعياً، مباشرة إلى بريدك الإلكتروني

اشترك في النشرة البريدية

White leather background with grained pattern_edited.jpg

كُنْ جزءاً من الرحلة

دعمك يصنع الفرق

إن وجدت في هذا المحتوى ما يُثري عقلك ويُلهم قلبك، فتبرّعك يُبقيه مستمراً..

اختر المبلغ الذي تريد التبرع به
‏١٠ €
‏٢٠ €
‏٣٠ €
‏٦٠ €
‏١٠٠ €

يمكنك التبرع أيضاً باستخدام PayPal

White leather background with grained pattern_edited.jpg

تودّ أن تتعمّق أكثر؟

White leather background with grained pattern_edited_edited.jpg

لماذا: «مِمّا قرأت»؟

«مِمّا قرأت»، قسم جديد في موقع «المحرر نت»، يحتفي بالكتابة الرفيعة. وعلى الرغم من الجهد المبذول فيه، إلّا أنه مجاني تماماً. في ثقافتنا، وا أسفاه، نادراً ما نقدّر الجهد الفكري ماديّاً، نعتبره هبة من الله. في كل مادة، نُفكِّك نصّاً من أعمال كاتبٍ مرموق، أو نصّاً يستحق. ستشعر بأنك في مختبر للأشعة السينية؛ ترى بوضوح الديناميكيات التي تجعل جملة ما تنبض بالحياة؛ والهدف أن تُحسِّن أنت أيضاً مهاراتك في هذه الصنعة. ثمّة تصوّر شائع يحول دون تحسين مهارات الكتابة، بأن يُنظر إلى النص بوصفه كتلة واحدة؛ فـ«النص»، بحسب هذا التصوّر، إمّا أن يكون حسناً بأكمله أو لا. ليس ثمَّة نص حسن؛ بل جمل حسنة. ألا ترى أنك عندما تقرأ نصّاً رائعاً، تتذكر منه جملاً بعينها؟ الكتابة الحسنة هي كتابة الجملة الحسنة. ستكتشف هنا كيف تتشكل الكتابة العظيمة؛ سنرفع الغطاء عن المحرك لترى آلة اللغة وهي تعمل. لا نملي عليك قواعد لتتبعها، بل نمسك بيدك، ونرشدك إلى النافذة التي ترى من خلالها كيف يجيد الكتّاب العظماء صنعتهم، لتكتشف بدورك صوتك أنت. ستتعلم كيف تبني مشهداً حيوياً بكامل تناقضاته وتعقيداته مثل تشارلز ديكنز، وكيف تصف مثل جيمس جويس؛ كيف تقود بالبلاغة مثل وينستون تشرشل، وكيف تعبر عن أحاسيسك مثل غريغوري روبرتس؛ ستتعلم كيف تكون ساخراً مثل جيري ساينفيلد، وكيف تُقْنع الآخرين مثل روبن ويليامز، وتكتب جملة طويلة مثل جاك كيرواك، وأسماء عظيمة أخرى كثيرة. خلال ذلك، ستستمتع بالتحليلات، رغم ما قد توحي به من جفاف؛ لذلك استعضنا عن الجفاف بالألوان. ستجد شروحاً نصيّة ورسومات توضيحية ملونة، وأحياناً مقاطع فيديو، كل ذلك لنجعل التعلّم حيوياً ومتعدد الأبعاد. كثيرة هي النصائح التي نقرؤها اليوم عن الكتابة: «كن مباشراً»، «اختصر»، «تخلّص من الحشو»، «ادخل صلب الموضوع، اجعل جملك قصيرة». وإذا دبّت الحماسة التراثية، تكون النصائح: «الألفاظ المتخيرة، والمعاني المنتخبة، والمخارج السهلة، والديباجة الكريمة، والطبع المتمكن، والسبك الجيد، وكل كلام له ماء ورونق». لا شك أن هذه النصائح جيدة؛ لكنها مجدية في حالات معينة، ولا ينبغي لها أن تكون قواعد مطلقة. الحقيقة أنه لا توجد طريقة واحدة للكتابة الحسنة، تماماً مثلما لا توجد طريقة واحدة للكلام الحسن. فاللغة التي تستخدمها في اجتماع عمل، تختلف تماماً عن التي تستخدمها في موعدك الغرامي الأول، وهي بدورها تختلف عن الطريقة التي تتحدث بها مع صديق. الكتابة هي تماماً مثل ذلك. في «مِمّا قرأت»، نحتفي بالجنون، والغرابة، والاختلاف، وهي جميعها جوهر أن تكون للكتابة «شخصية» وصوت. نحاول تعليمك كيف تكتب ببصمة إنسانية مميزة في عالم يوشك أن يغمره محتوى كتبه الذكاء الاصطناعي. الكتابة الإنسانية تتطلب تصميماً إنسانياً؛ لذلك أمضينا وقتاً طويلاً، وبذلنا جهداً استثنائياً في تصميم الصفحة التي تكرّم الأعمال الكلاسيكية دون أن تقع في فخ الرتابة و«الدقة» القديمة. كل لون، وعنصر، وخط، وشكل، وخلفية، اُختير بعناية ليكون كُلّاً واحداً يناهض «التسطيح» في عالم الإنترنت والسوشال ميديا؛ العالم الذي نعيشه، و… نقاومه. الآن، الكرة في ملعبك، إذا أردتَ تعلّم الكتابة، ابدأ من هنا.

bottom of page